تعادل في الأجر قراءة القرآن ألفين وأربعمئة مرة.
وقد جربت حفظ بيت شعر فكررته عشرين مرة في دقيقة واحدة حتى حفظته، فلو حفظت كل يوم بيت حكمة من الشعر لحفظت في عشر سنوات ثلاثة آلاف وستمئة بيت شعر، تكون على طرف لسانك أُنساً في مجلسك، وحكمة في منطقك، وتهذيباً للغتك.
وتستطيع أن تصلي على النبي (ص) خمسين مرة في الدقيقة الواحدة بصيغة: (ص)، فيصلي عليك الله مقابلها خمسمئة مرة، لأنّ الصلاة الواحدة بعشر أمثالها.
ويستطيع من صلى ركعتين خفيفتين يقتصر فيهما على الواجبات فقط كقراءة الفاتحة، وثلاث تسبيحات في الركوع والسجود. أقول: يستطيع أن يصليهما فيما يقارب الدقيقة، فمن صلى كل يوم ركعتين ضحى نافلة صلى في السنة أكثر من سبعمئة ركعة، وكل فيها سجدتان، أي: يسجد في السنة في صلاة الضحى أكثر من ألفٍ وأربعمئة سجدة.
وفي الحديث الصحيح: "إنّك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة، وحطّ عنك بها خطيئة".
في الدقيقة الواحدة تستطيع أن ترضي الرب، وتمحو الذنب، وأن تَكتبُ لك عند الله بها أجراً، وتمحو بها وزراً، وتجعلها لك عنده ذخراً، وتستطيع في الدقيقة مع الدقيقة أن تؤلِّف، وأن تكتب، وأن تحفظ، وأن تنمي موهبتك وأن تجوِّد ذاكرتك، وأن تزيد من علمك، وأن تحافظ على وردك وأن تعمِّق ثقافتك، وتوسِّع معارفك، وتنوِّع مواهبك، لكن الأمر يحتاج – يا أخي – إلى همّة، أعوذ بالله من موت الهمم، وبرود العزائم، وخسّة الطبع.
د. عائض القرنى